هل تعلم من هم اعظم أدباء العالم ؟
من وجهة نظري المتواضعة سأحاول يا أصدقائي أن أصحبكم فى جولة سريعة مع اعظم الأدباء الذين تأثرت بهم و أحبهم و مع أعظم اعمالهم :
1- هوميروس : هو ذلك الشاعر الإغريقي الكفيف الذي تنسب إليه الإلياذه و الاوديسا أعظم ملاحم الإغريق و أم الأساطير التى انبثقت منها جل الميثولوجيا و الفنون الإغريقية اللاحقة. و لا تتوقف قيمة الالياذة و الاوديسا عند كونها اعمالا ادبية حافلة بالمتعة و الحب و الحرب و السلام و الخيال و الشجاعة و الايثار و الاثرة و سائر نوازع النفس البشرية بل تتعديان ذلك الى كون الاسطورة الاغريقية عن مجمع الالهة الاغريقي الذى يحيا على جبل الاولمب قد تم وصفه لاول مرة على الورق و عند تنام الاسطورة على الورق فانها تصبح قابلة للنقد و هكذا أمكن لاول مرة التشكيك فى الميثولوجيا الغريقية على ايدي الفلاسفة الاغريق اللاحقين لعصر الالياذة بفضلها.
أرشح لكم إخواني الترجمة النثرية البديعة للالياذة للاستاذ دريني خشبة بالاضافة للترجمة الكاملة الصادرة عن صندوق التنمية الثقافية بمصر.
2- تولستوى : هذا الرجل أثر فى وجداني بشخصيته و أفعاله فهو لم يكن مجرد اديب بل داعية و صاحب رسالة . هو من أوائل من حرروا العبيد فى بلاده روسيا و أورثهم اقطاعياته و شيد لهم المدارس و المستشفيات و ملكهم الاراضي . متحملا فى ذلك ثورة أسرته عليهم حتى فر منهم فى شيخوخته ليقضي نحبه من البرد على رصيف محطة للقطار. فى رائعته الخالدة " الحرب و السلام " لا يقدم لنا تولستوى رواية نقرؤها و انما عالما ضخم نحيا فى ثناياه و لا نرجو له نهاية و نتفاعل مع شخوصه و نحزن لحزنهم و نغضب لغضبهم و نسعد لسعادتهم حتى اذا ما قضى احدهم اوشكنا ان نرتدي عليه ملابس الحداد . إن الحر بو السلام هى احدى الاعمال القليلة التى يستشعر الانسان بالندم عندما يوشك على نهايتها فكم كان يرجو ان تطول به متعة قرائتها أكثر و أكثر.
3-باولو كويليو : هو احد الكتاب المحنكبن المعاصرين الذين تتلمس فى كتاباتهم بسهولة روح المشرق و أوتاره الخيالية ممتزجة بالاصرار على تحقيق النجاح و الكد فى سبيله . تجد ذلك واضحا فى رائعته" السيميائي "و فى معاناة النبي إيليا فى " الجبل الخامس " و فى " ساحرة بورتبيللو " و " الزهير " و " الشيطان و الانسة بريم " و " على نهر بيدرا جلست فبكيت " و فى " حاج كومبستلا " و فى سائر كتاباته الاخرى. إن كتابات باولو كويليو هى دعوة للنصر فى الحياة مع ادراك أن الكون يتآمر معنا لتحقيق أمانينا.
4- سرفانتس : لعل شهرة ذلك الاديب الاسباني ترجع بصفة أساساية الى " دون كيشوت " هذا الإنسان الخير الذي سخر حياته للتنقيب عن الخير فيما حوله و لكن بغير إدراك لحقيقة و اعماق و جذور و تضارب المصالح البشرية مما نتج عنه العديد من المواقف الطريفة الساخرة فى سياق السعي نحو الحق و العدل. انها كوميديا هزلية ساخرة توضح ان الحق سمكن ان يتحول الى شىء هزلي عديم القيمة اذا لم يتم تحقيقه على نحو صحيح بلا هزل و لا مواربة و لا ادراك حقيقي لابعاد النفوس البشرية و الحقائق الكونية.
مع تحياتي : ....