مرثية الرَّقص اللغوي
في أحضان أنثى متمرِّدة
أرضُكِ مهجورةٌ من منطقِ الكلام واللغة
وأنتِ بلا عُنوانٍ ولا تقبلينَ الترجَمـة...
لكِ في الديارِ حقيقة مختلفة
وأنتِ الآنَ فلسفَة ملتهبـة...
لَستُ سيِّدكِ الأخير ولا بداياتُ عِشقِكِ المتعِبة
ولا مَن يلُفُّكِ في ساعِديهِ جريدةً
أو ديوانَ شعرٍ في مَكتبَة
لا أتقِنُ التعبير عما يجـولُ في خـاطري
ولكني أحاولُ جاهداً أن أفهـمَ أصل الكلمة
أنتِ كغيرِكِ من النساء
تَكـبرينَ في مواسِمِ البُكاء
لا تتركينَ صفحـةً في دفتَر التعبير
إلا رَسَمتِهـا ؛ مَحوتِها
غيَّرتِ ملامحها
دعوتها كقطةٍ شقراء
إلى يديكِ ...
وأنتِ كغيرِكِ من النساء
تكبرينَ قبلَ أوانِكِ
وتكتسبينَ طابعَ المرأةِ
مرَّةً واحِدةً
ولا يعجِبُكِ رجلٌ واحِدٌ
قَد يمنَحُكِ الكلامَ عشاءً
ويستلقي في ذكرياتِكِ كالصُحُفِ القديمـة...
نَحنُ الرِجـال
نحاولُ أن نلعَبَ دورَ البطـولةِ
في دُنيا النِساء
نَفرِشُ الأرضَ تحتها حريراً
ونَطوي لأجلهنَّ السماء
وِسادةً شرقيَّةً
تجوبُ في شوارعِ أفكارها
ونَجعَلُ أحلامنا سريراً
وحُبنا المفقودِ من قُمقُمهِ
دعايَةً لأفكارِنا الملعونَة
عن عالمِ النساء
وفوضـى النساء
وطابعِ النساء
وتبقى المرأةُ في حياتنا
كقطعةٍ في البيتِ لا نزورها
إلا إذا أتى الشتاء
نَحنُ الرِجـالُ
كُلُّ ما يهمنا حَوّاء!!
عَلى طَبيعتِها
أو طبيعتها (الحمقاء)
واعذريني
إن قطفتُ مِنكِ طفولتَكِ التي
ستبدأ لتَوِّهـا
واعذريني إذا تَركتُكِ
تَحتَ المطَـر
واعذريني
فهنالكَ دائماً رجلٌ في خيالك
وآخـرٌ في مُعجَمِ الأسماء
نَحنُ الرجال ما كَتبنا صِدفَةً عن أجمل النساء
المرأة العصماءُ في خيالنا
صارت
شرعيَّةً ، مَكشوفةً؛ مستورةً
تعجُّ كِبرياء
المرأةُ المرهونَةُ للطُهرِ
مفقودة الاسمِ
مشغولةً بجدول الضربِ
مفعمـةً برونقِ الحياء
المرأةُ التي تجولُ في خيالنا
ليسَت هي التي نَراها
في مُعظَمِ النساء
لكنها تُشبهُهم بِحُسنها
بِشَكلها
بقصَّةِ شَعرها
بزيِّهـا الجميل
بطولها الفارعِ
بنظرتها التي تُلحُ بالسؤال
ووجهها الذي يقـول : أنا هُنا
وصمتها المستحيل...
وأنتِ كَغيرك من النساء
جميلة في صمتك
في صوتك
في حُزنِكِ
في ضحكتِكِ
وأنتِ لا تُشبهينَ نفسك عادةً
كمُعظَمِ النساء...
أنتِ كغيرك من النساء
ولكنـي ...
لَستُ أولَ رَجُلٍ يَعُج بالتساؤل الطويل
عن امرأةٍ
تَملِكُني بِفِكرها
بِحُلمها
بَلوحةٍ تَرسُمها
لعالمٍ يُشبهُنا
أو لغةٍ تُشبهها
أنتِ كَغيرك من النساء
ولكنِّي!!
لا أتقِنُ التعبير عما يجـولُ في خـاطري
ولكني أحاولُ جاهداً أن أفهـمَ أصل الكلمة.
مرثية ل (عمر سعدي)