ستون عاماً يا وطني وما زلنا في الصفحة الأولى من الرواية ذات الطابع المأساوي التي لا تنتهي فصولها _ رواية اللانهاية_ ستون يا ألمي ..... ستون يا وجعي ..... ستون يا جرحي ، كم من الأعوام مضت على نكبتنا الحزينة ؟ يقولون
ستون يا وطني) ستون مضت ونحن ما نزال نُذبح منذ أول يوم في هذه الستين، ستون مضت وكم من الناس مات على أمل الرجوع إلى وطنه لكنه مات وفي قلبه حسرات على ماضيه الجميل على بحر حيفا وبساتين يافا الحزينة على الجليل الجميل على أسوار عكا الصابرة على القدس والأقصى على فلسطين على فردوسنا المفقود الذي فرط فيه المفرطون من أبناء جلدتنا.
ستون مضت وكم من الأجيال ولدت ونشأت في مخيمات الصفيح بعيداً عن تراب فلسطين ، وما زالوا يعيشون على أمل العودة إلى بلادهم إلى جنانهم الخلابة التي حدثهم عنها الأجداد والآباء وكانت آخر وصاياهم لأحفادهم الحفاظ على مفتاح بيتهم في حيفا ، وعاهدهم هؤلاء الأحفاد على الوفاء لهم ولفلسطين .
ستون .... لله درك يا ستون ، ستون تعود بذاكرتي إلى الأندلس وسقوطها وإبادة المسلمين في تلك الجزيرة الجميلة ، ولكننا لم ندرس التاريخ ونأخذ عبرة منه ، فكانت نكبتنا التي لا تنتهي ، ستون مضت وكل يوم منذ تاريخنا المشئوم نحن في نكبة ونعيشها في كل لحظة نكبات تلو النكبات.
ما أعجب أمر فلسطين ونكبتها التي لا تستطيع كلماتي ولا كلمات أي كائن وصفها، فقد قالوا
لكل مقام مقال) لكن مقالنا في هذا الحدث عسير ، فقد قامت دولة على أشلاء الأطفال والرضع والشيوخ والنساء في أبشع واقعة لم يعرفها تاريخ البشرية الطويل، لا يملك قلمي إلا أن يكتب ( ستون أليمة).