ذكرياتي حمل ثقيل
كثيرة هي ذكرياتي كأني عشت ألف عام
إنها خزانة ضخمة مزدحمة الأدراج ..
بأوراق الجرد والأشعار والبطاقات الرقيقة
والدعاوى والأغاني العاطفية !
إن ما تخفيه من الأسرار أقل مما يخفيه وجداني الحزين
إنها كهف وهرم واسع يحوي من الجثث
فوق ما تحويه الحفرة الجماعية !
[img]
[/img]
أنا مقبرة عافها القمر، يسعى فيها
كما يسعى الندم دود طويل ينقض دائما بنهم
على الأعزاء من أمواتي !
أنا بهو قديم تملؤه الزهور الذابلة !!
أنا الصرخة الحادة في صوتي
والسُّم الأسود في دمي
أنا المرآة المشؤومة التي تتملى
فيها المرأة الشرسة وجهها
أنا الجرح والسكين أنا الخدُّ والصّفعة
أنا الجسد ودولاب التعذيب
أنا الجلاد والضحية
أنا مصاص دماء قلبي
وأحد هؤلاء المنبوذين العظام
الذين حُكم عليهم بالضحك المؤبد
ولكن امتنع عليهم الابتسام !
[img]
[/img]
كتاب ذكرياتي ...................؟؟؟
فكيف تغلق الكتاب..؟؟؟؟؟؟
في ليلة من ليالي الشتاء
أدركت أنها البداية
بداية الشتاء في قلبي
وأدركت أنها النهاية
نهاية حبي لكِ
أدركت أنكِ غبتِ ولن تعودي
أصبحتِ من الماضي
وتركتيني وحيداً لبرد الشتاء ووحدة لياليه القاسية
أنكسرت
بكيت
تألمت
صرخت
*
*
*
*
وعدوت وراء طيفكِ الباقي لي
سقط فبللني المطر
غرقت في دموعي
فأين أنتِ ؟
ألم تكوني هنا ؟!
ألم أكن ملاذكِ الوحيد من البرد ؟!!
عدت وحيداً حزيناً ...
وقفت أمام المدفأة أحترق كالحطب بين النيران
بين البكاء والضحك
تارة أبكي ومرة أخرى أضحك
وأعود فأسمع صوت نفسي الجريحة بكبريائها المعهود
أرمي بجسدي المنهك على سريري
وأحتضن وسادتي وأبكي ...
وأردد !!... لماذا تركتيني ؟ ... لماذا نسيتيني ؟
بعد أن أهدأ قليلاً تهاجمني ذكرياتك ...
فترديني صريعاً وتعيدني إلى سجنك لأظل أسيراً به ...
أبكي وأبكي ... وأتوسل لمن حولي ...
حرروني ... أكسروا ... قيودي وأطلقوا سراحي ..
أعود لواقعي وأغلق كتاب ذكرياتي
أعود بعد رحلة من العذاب ...
أعيشها كلما فتحت ذلك الكتاب...
أقسم ألا أفتحه ... وألا أعود ...
ولكنني أعود !!!
لمَ العودة ؟ ... لا أدري !!!
لكن سيأتي يوم لا أعود فيه إلى هذا الكتاب ...