في القدسِ ماتت طفلةٌ..
وجسمُها وثوبُها بدمِّها مُلَطَّخُ..
وهي بدمعِ العينِ والأناتِ كانت تصرخُ..
تستصرخُ الناسَ لكي يأتوا لينقذونها..
فهي تظنُ الناسَ لن تحيا بعزٍّ دونها..
فهي لهم هويةٌ قد ألبستهم صونها..
ما إسمها..ما شكلها..ما جِنسُها..ما لونها..
هي العروبةُ التي عاش بلاها الواقعُ..
فكل من يدنو لها في الموتِ حتماً واقِعُ..
تغيرت ملامحٌ تبدلت مواقعُ..
هذا هو الحالُ الذي عشناهُ فهو الواقعُ..
ماتت وما عاشت سلامْ..
ماتت بأدراجِ الزحامْ..
عند مفاوضٍ رمى الأمرَ لأربابِ السلامْ..
كيما يعيشون سلاماً فوق شعبٍ لا ينام..
وتحت طاولاتِهِم تُلوى أساليبُ الكلامْ..
بالإتفاقياتِ في جنحِ الظلامْ..
فها هو الأقصى فأين الإحترامْ..
كي نصلي وضئونا بالدماءْ..
كي نصلي بين جمع الشهداءْ..
كي نصلي إكشفوا وجه السماءْ..
كل من مات ومن مات ومن مات شهيدْ..
قال هل لي من مزيدْ..
فأنا حُرٌّ وكل الخَلقِ من تحتي عبيدْ..
نحن إن كنا عبيداً فإلى الباري نعودْ..
إنما أنت كعبدٍ خادمٍ تحت اليهودْ..
عشتَ مأساةَ الجمودْ..
قف تمهل..عربيٌ أنتَ أم للغربِ معملْ..
تطحنُ الدمَّ بأوراقِ الشكايا ثم تسألْ..
أيها الشعبُ تحمّلْ..
وكما سالت دماءْ..
ماتت القدسُ فأين الكبرياءْ..
في القدسِ ماتت طفلةٌ..
في القدسِ ماتت قِبلةٌ..
في القدسِ ماتت دولةٌ..