بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى : " يرفع الله الذين آمنوا والذين أوتوا العلم منكم درجات " صدق الله العظيم
يمر علينا هذا اليوم من كل عام جالباً معه نفحاتٍ طيبةً وعطراً عبقاً يملأ الجو بهاءً وجمالاً ، يمر علينا يوم المعلم الفلسطيني ، ذلك المعلم الذي وهب لنا نفسه وفكره وعمله ، المعلم الذي يحترق من أجل أن ينير الدرب لنا كالشمعة التي تحترق لتضيء الظلام ، وأي ظلام ينيره المعلم ، إنه ظلام الجهل والتخلف والتحجر ، فالمعلم الفلسطيني هو الأسطورة التي مازالت الأجيال تتناقلها ، من السلف إلى الخلف ، اسطورة التحدي والعطاء ، لنبارك لمعلمينا الأعزاء بهذا اليوم الذي يستحقون أكثر منه .
من علمني حرفاً كنت له عبداً
ففي دول كثيرة يحرص رجال الحكم والسياسة والقانون ، على أن يكون للمعلم دور في جميع سلطاتها ومؤسساتها ، التشريعية والقضائية والتنفيذية والإعلامية ، وسائر المؤسسات الأخرى ، وجميع الدول التي وضعت المعلم في مكانه الحقيقي ، كان حليفها النمو والبناء والتطور والرقي ، وأما الدول التي تجاهلت المعلم ، فكان حليفها الجهل والفقر والمرض والتخلف والضياع والفوضى .
في أمريكا : وبعد أن أطلق الاتحاد السوفيتي أول سفينة فضائية ، اجتمع الرئيس الأمريكي بالمعلمين وطلب منهم خطة خماسية تتمكن الولايات المتحدة الأمريكية بعدها من منافسة الاتحاد السوفيتي ، وإطلاق سفينة فضاء أمريكية ، وقد تم ذلك فعلا وفي أقل من خمس سنوات بواسطة المعلم الأمريكي .
وفي اليابان : تمكنت اليابان من منافسة أمريكا في الصناعة والتجارة عن طريق المعلم ، واستطاع المعلمون أن يحولوا الأرض التي كانت لا تصلح للزراعة بسبب القنبلة النووية التي ألقتها أمريكا ، إلى أرض زراعية صالحة ، ولا يُسمح للمعلم المتقاعد من الاعتكاف في بيته كأنه ينتظر الموت ، بل يجب عليه أن يكتب كل تجربته ؛ لتكون مرجعا للآخرين من المعلمين ، وأن يُشرف على المعلمين الجدد ولو ساعة في الأسبوع .
وفي بريطانيا : يرأس المعلمون أكبر مبنى في العالم وسط لندن من أجل التطوير والإبداع .
وفي سنغافورة : تخضع معظم الوزارات للمعلمين ، حتى تمكن الطفل السنغافوري من منافسة كل أوروبا بأجهزة الحاسوب وألعاب الأطفال .
وفي فيتنام : قاتل المعلمون جنبا إلى جنب مع طلابهم وشكلوا المجموعات والخلايا بمساعدة العمال والمزارعين ، واستطاع الفيتنامي من أن يطور مهارته القتالية ضد أمريكا ومن قبلها فرنسا بابتكار أساليب مقاومة جديدة لا تخطر على بال احد ، فقد ربّوا نوعا من الحشرات ( على سبيل المثال لا الحصر ) كانت الحشرة تقف على رقبة الجندي الأمريكي وتمتص من دمه ، وكان للمعلم ولا يزال شان كبير بعد النصر والتحرير .
وفي فرنسا : يشرف المعلمون على أكبر التجمعات والمنشآت الصناعية والزراعية في الدولة ؛ من أجل التقدم والتطوير .
نابليون بونابرت قال : لو لم أكن مقاتلا لوددت أن أكون معلما .
كثير من القادة في العالم كانوا معلمين ، استطاعوا أن يقودوا جيوشا وشعوبا ودولا وثورات وحركات وكان كثير من قادة ثورات الدول العربية والإسلامية معلمين .
فما بال الشعب الفلسطيني وهو من أحق الشعوب احتفاءً بالمعلم لما حققه من ثورة علمية وفكرية ثقافية ، أدت إلى كونه اسطورة يحتذى بها في مواجهة الإحتلال والظلم لا يعطي المعلم حقه الذي يستحقه ، فالمعلم أول من يقاوم وآخر من ينكسر .
[img]
[/img]
[img]
[/img]
[img]
[/img][img]
[/img]