دخلت مباراة المنتخب الوطني العراقي بكرة القدم ونظيره الفلسطيني التي جرت مساء الجمعة في ملعب الشهيد فرنسو حريري بمدينة أربيل في سجلات التأريخ، بعد ان حققت اهدافها النبيلة بكسر حظر اقامة اللقاءات الدولية المفروض على الملاعب المحلية منذ ستة اعوام.
وبغض النظر عن نتيجة الفوز التي حققها المنتخب العراقي بثلاثة اهداف دون مقابل، الا ان تواجد المنتخب الفلسطيني والحضور الجماهيري كان العامل الابرز والاجمل في المباراة الدولية الودية الأولى التي تقام في العراق منذ عام 2002، قبل ان يفرض الحصار على الملاعب العراقية من قبل الاتحاد الدولي (فيفا) نتيجة الاوضاع الامنية منذ التاسع من نيسان ابريل 2003.
ولم يسعف عامل اللياقة البدنية الفريق الفلسطيني الذي لم يُقدم ماهو مطلوب منه، اثر الإرهاق الذي أصابه خلال رحلة وصوله المباشرة، امس الخميس، من مدينة رام الله إلى عمّان ومن ثم الى أربيل، على مدار 24 ساعة.
وفي الوقت الذي لم يقدم المنتخب الفلسطيني الاداء المنتظر منه، غاب عن المنتخب العراقي لاعب الوسط نشأت أكرم المتواجد مع فريقه الهولندي الجديد اف سي تونتي انشخيده بمعسكر يقام في المانيا، في وقت شارك فيه جميع اللاعبين الذين مثلو العراق في بطولة كأس القارات 2009.
وفرض لاعبو المنتخب العراقي ارجحية مطلقة على مربعات المستطيل الاخضر ونقلوا الكرات بسرعة الى ساحة الفريق الفلسطيني، بينما لجأ الفريق الزائر الى اللعب مدافعا لامتصاص زخم الهجمات العراقية التي بدأت تنهال على المرمى الفلسطيني من كل حدب وصوب.
ففي الدقيقة الرابعة انفرد عماد محمد مع الحارس الفلسطيني محمد شبير الذي تصدى للكرة وانقذ الموقف قبل أن تشتت الكرة خارج الملعب، وبعد دقيقتين فقط عاد محمد مجددا ليهدر فرصة عراقية اخرى بعد ضيق الحارس الفلسطيني الزاوية عليه فتسرع المهجام وسدد الكرة بجانب القائم.
وواصل منتخبنا هجماته وهيمنته من الأطراف عبر مهدي كريم وهوار الملا محمد وتحركات صالح سدير، وسط محاولات فقيرة للفريق الفلسطيني لتضييق المساحات على الهجمات العراقية.
وبانت اولى المحاولات الفلسطينية على مرمى محمد كاصد في الدقيقة 13 حينما سدد كرة ارضية قوية من خارج منطقة الجزاء، ذهبت بجوار المرمى.
وجاء الرد العراقي سريعا حينما وضع اللاعب هوار الملا محمد الكرة في الشباك الفلسطينية في الدقيقة 17 بعد متابعة لكرة ركنية لعبها صالح سدير وتابعها المدافع المتقدم سلام شاكر برأسه واكملها هوار من داخل منطقة المرمى الى الشباك وسط غياب الرقابة الدفاعية.
وتوالت هجمات المنتخب العراقي وضغطه مستغلاً الهدف، حيث تصدى الحارس شبير لكرتين متتاليتين من عماد وهوار، قبل ان تذهب المحاولة الثالثة من رأسية هوار بجانب القائم.
وأهدر المهاجم يونس محمود فرصة سانحة في الدقيقة 26 بعد تلقيه كرة المتقدم هوار، لعبها يونس قوية زاحفة، لكنها مرت بالقرب من قائم المرمى، وسط تباطىء المدافعين الفلسطينين، الذين أرهقوا من سرعة الاداء العراقي من الجانبين.
وفي الدقيقة 28 انقذ الحارس محمد شبير مرماه من انفرادة واضحة ليونس محمود بعد ان خرج بالتوقيت المناسب ووقف حائلا دون احراز الهدف الثاني.
وواصل شبير تألقه في مرماه فأنقاذ شباكه مجددا من هدف ثان، بعدما انقذ كرة عماد محمد، قبل ان يسدد صالح سدير كرة قوية من داخل منطقة الجزاء ذهبت بالقرب من القائم.
ومع نهاية زمن الشوط الاول احتسب الحكم الأردني ركلة جزاء على المنتخب الفلسطيني نتيجة لمسة يد من المدافع معالي كوارع، تصدى لها يونس محمود، إلا أن الحارس محمد شبير أنقذ مرماه بتصديه للكرة، لينتهي الشوط الأول بتقدم المنتخب العراقي بهدف واحد.
وفي الشوط الثاني، اشرك المدرب الفلسطيني جمال دراغمة بعض الدماء الجديدة لاعادة الروح لخطوط فريقه، فزج بمعن جمال بدلاً من خضر يوسف وأحمد عبد الله بدلاً من إسماعيل العمور، في السعي للتغلب على ضعف الأطراف التي استغلها المنتخب العراقي، في وقت واصل المنتخب العراقي سيطرته على ارجاء الساحة.
ومع ذلك لم يحصل الفريق الفلسطيني على فرص محققة على المرمى العراقي بسبب فرض مصيدة التسلل على الهجمات الفلسطينية، بينما لجأ المدرب ناظم شاكر لاجراء بعض التغييرات لاعادة تنظيم اوراقه فدخل كرار جاسم وسامال سعيد.
وفي الدقيقة 55 أضاف المنتخب العراقي الهدف الثاني بواسطة اللاعب يونس محمود بعد تلقيه لكرة عرضية، لم يتوان محمود بتسديدها برأسه في الزاوية البعيدة للحارس محمد شبير.
وواصل المنتخب العراقي سيطرته وهجماته، ولكن ليس بنوعية اقل من الشوط الاول، بسبب تماسك خط الدفاع الفلسطيني وتألق الحارس، فيما غاب خط الهجوم، نتيجة فقدانه للاسناد اللازم.
وخرج يونس محمود وزج بعلاء عبد الزهرة بدلا منه، مثلما اخذ احمد عبد الجبار موقعه في التشكيلة بدلا من هوار.
وعاد الحارس محمد شبير ليتألق مجددا بعد ان انقذ تسديدة أحمد عبد الجبار من داخل منطقة الجزاء، قبل ان ينجح البديل لؤي صلاح من اضافة الهدف الثالث في الدقيقة 93 في تسجيل الهدف الثالث والأخير للمنتخب العراقي في الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدل الضائع (3 + 90)، من تسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء، لتنتهي المباراة بفوز المنتخب العراقي بثلاثة اهداف دون مقابل.
هذا وسيلتقي المنتخبين العراقي والفلسطيني يوم الاثنين المقبل في مباراة ثانية تقام في ملعب الشعب الدولي بالعاصمة بغداد.
موضوع: العراق يفوز على فلسطين بثلاثة اهداف 
2009-07-11, 3:18 pm
اليومية
